الأحد 2 نوفمبر 2025 | 01:34 م

مرمر حليم.. أنامل مصرية خطّت «فستان الهيبة» لقرينة الرئيس


في ليلة من ليالي المجد المصري، حيث تتلاقى أنوار الحضارة القديمة مع وهج الحاضر، خطفت السيدة انتصار السيسي، قرينة رئيس الجمهورية، الأنظار خلال افتتاح المتحف المصري الكبير.

إطلالة أنيقة ومهيبة جمعت بين الرصانة والبهاء، بين الأصالة والحداثة، في فستان أسود كلاسيكي يفيض بالوقار، تتلألأ على جنباته تطريزات ذهبية مستوحاة من رموز التراث المصري القديم. لم يكن مجرد فستان، بل لوحة فنية تحمل توقيع مصممة الأناقة الهادئة مرمر حليم، التي استطاعت أن تترجم هوية مصر إلى خيوط وإبرة وذهب.

امتزج في تصميمها التراث والحداثة، فبدت قرينة الرئيس في إطلالة تجمع فخامة الملكات المصريات وأناقة المرأة العصرية. اللون الأسود عبّر عن القوة والهيبة، بينما جاء الذهب ليحكي عن النيل والشمس والتاريخ. ومع كل غرزة تطريز يدوية دقيقة، ارتسمت ملامح مصر القديمة من جديد، لكن في ثوب امرأة مصرية معاصرة تسير بثبات في طريق التقدم والبناء.

مرمر حليم.. من الحلم إلى القمة

وراء تلك الإطلالة التي أبهرت المتابعين، تقف قصة امرأة آمنت بموهبتها وسارت خلف شغفها حتى النهاية. مرمر حليم، مصممة الأزياء المصرية التي وقّعت بفخر على فستان قرينة الرئيس، لم تأتِ من فراغ، بل من رحلة شاقة بدأتها من بيتها الصغير، بخيوط بسيطة وأحلام كبيرة.

في أحد لقاءاتها، تحدثت مرمر عن بداياتها قائلة: كنتُ زوجة وأمًا لثلاثة أبناء حين قررت دراسة تصميم الأزياء، وكان ذلك أفضل قرار اتخذته في حياتي."

كلماتها تلك تعكس ما تحمله من إصرار وجرأة على اقتحام عالم يزدحم بعلامات كبرى، لكنها آمنت بأن الموهبة هي الأصل، وأن التصميم ليس مجرد مهنة بل لغة تعبر عن الروح.

جذور الإلهام

كانت والدتها وشقيقتها أول من زرع فيها حب الأناقة والتفاصيل. في بيتٍ تغمره الألوان والأقمشة والذوق الرفيع، وُلدت شرارة الحلم.

كانت تنسّق الألوان منذ طفولتها، وتلاحق حركة الضوء على القماش، وتؤمن أن الجمال في البساطة والصدق. ومع تشجيع الأهل والأصدقاء، اتجهت لتعلّم فن التصميم بشكل أكاديمي، لتتحول الموهبة الفطرية إلى حرفة احترافية.

لكن الطريق لم يكن سهلاً؛ فوسط منافسة عالمية تضم آلاف المصممين والعلامات التجارية، واجهت مرمر تحديات لا حصر لها. شعرت بالإحباط مرات كثيرة، لكنها لم تتراجع، بدأت العمل من منزلها بمساعدة مجموعة صغيرة من الخياطين، وكانت تصر على أن كل قطعة تخرج من بين يديها تحمل روح مصرية ولمسة أنثوية فريدة.

من المحلية إلى العالمية

شيئًا فشيئًا، بدأت أعمالها تلفت الأنظار في عالم الأزياء الراقية.
شاركت في عروض دولية في دبي ولندن، وحصلت على إشادات من مجلات متخصصة، ودخلت قائمة فوربس الشرق الأوسط ضمن أبرز السيدات اللواتي أسسن علامات تجارية ناجحة.

لكن ذروة النجاح جاءت عندما اختارتها السيدة الأولى لتصميم إطلالتها في حدث يُعد الأضخم في تاريخ مصر الحديث — افتتاح المتحف المصري الكبير.

في تلك اللحظة، لم يكن الفستان مجرد تصميم، بل رسالة فنية ووطنية.

فمنذ أول خيط، وضعت مرمر أمامها فكرة أن يكون الفستان جسرًا بين الماضي والحاضر، بين الملكة نفرتيتي والمرأة المصرية الحديثة. استخدمت تطريزات يدوية دقيقة باللون الذهبي على قاعدة من القماش الأسود، لتجسد التوازن بين الوقار والجمال، بين الرصانة الملكية والأنوثة الرقيقة.

فستان من روح مصر

الإطلالة التي ظهرت بها قرينة الرئيس لم تمر مرور الكرام؛
اشتعلت وسائل التواصل الاجتماعي بالإعجاب والثناء، وامتلأت التعليقات بعبارات الفخر بجمال الإطلالة وذكاء اختيارها.
رأى البعض في التصميم استعادة لروح الحضارة المصرية، بينما وصفه آخرون بأنه "فستان يروي تاريخ مصر دون كلمات".

مرمر حليم لم تقدّم فستانًا فحسب، بل قدّمت سردًا بصريًا عن الهوية المصرية، لونان فقط، الأسود والذهبي، لكن خلفهما تاريخ ممتد من العظمة، وإحساس بالهيبة والسكينة في آن واحد.

أما التطريزات الفرعونية الدقيقة فكانت بمثابة توقيع خفي يقول: “هذه مصر”.

بين الأنوثة والقوة

تميزت رؤية مرمر الفنية في هذا التصميم تحديدًا بقدرتها على الجمع بين الأنوثة والقوة.

فالإطلالة بدت ناعمة لكنها مهيبة، بسيطة لكنها فخمة، وهو ما جعلها تليق بمقام السيدة الأولى، التي تمثل رمزًا للمرأة المصرية في قوتها ووقارها.

لم يكن الهدف بهرجة إعلامية أو بهرجة ألوان، بل كان الهدف رسم ملامح امرأة مصرية فخورة بهويتها، واثقة بخطاها، ومتصالحة مع تاريخها.

في زمنٍ تتنازع فيه الموضة بين الصخب والتقليد، تأتي مرمر حليم لتعيد تعريف الأناقة المصرية على طريقتها، أناقة لا تستجدي الإبهار، بل تصنعه بصمت، أناقة تحكي قصة وطنٍ عريق، وامرأة آمنت بأن الجمال الحقيقي يبدأ من الداخل، ثم يظهر في كل تفصيلة صغيرة على ثوبٍ أو في نظرة.

لقد قدّمت مرمر بفستان واحد أكثر من مجرد إطلالة، قدّمت درسًا في الهوية، ورسالة في الجمال، واحتفاءً بأنوثة مصرية خالدة.

استطلاع راى

هل ترى أن دور الأحزاب السياسية في مصر يعكس طموحات الشارع ويسهم في حل المشكلات اليومية؟

نعم
لا

اسعار اليوم

الذهب عيار 21 5380 جنيهًا
سعر الدولار 47.51 جنيهًا
سعر الريال 12.67 جنيهًا
Slider Image